75 عاماً على مسار العودة
تشكل النكبة الفلسطینیة التي وقعت في العام1948 ، الحدث الأكثر أھمیةً في حیاة الشعب العربي الفلسطیني، لیس فقط لأنھا عملت على تھجیره وطرده من أرضه ومكانه فقط، بل لأنھا قطعت مسار الحداثة الفلسطینیة أیضاً، وعملت على إعادة تشكیل الوعي الجمعي للمجتمع الفلسطیني، وأعادت تأطیره في قوالب اجتماعیة وثقافیة وإنسانیة وسیاسیة مختلفة تماماً عن المسار الطبیعي الذي كان مفترضاً أن یمر به ّكباقي شعوب المنطقة، وھي بھذا (أي النكبة) لم تؤثر على من ھجروا من أراضیھم ومدنھم وقراھم وسیاقاتھم فقط، بل أثرت على فلسطینیي البقاء، وباتت بسبب استمرار الآلیات التي أدت إلیھا فعلا ممتداً إلى اللحظة الراھنة، وباتت مشروعاً مستمراً یعمل على تفكیك وتجزئة الشعب الفلسطیني. نؤمن بأن الثقافة الفلسطینیة ھي الأساس الفكري والوجداني لذاكرةٍ وروایة جمعية وھویة موحدة. نؤمن أنھا إحدى جبھات الصمود والدفاع عن الذات، لذلك لا یعد العمل فیھا رمزیّاً ولا موسمیّاً، بل جھدٌ جماعي یُكرس كل تلك المعاني.
يعكس هذا التصميم صورة مختلفة عن الصورة النمطية للنكبة والتي بالعادة تكون ممثلة بمفتاح العودة وخريطة فلسطين، بل يركز على ابراز جمالية وأهمية الثقافة والتصاميم الفلسطينية خلال وقبل فترة العام 1948 والتي كانت ستكون جزءا مهما وملهما من مسار الحداثة الفلسطينية في حال افترضنا عدم حدوث أو استمرار النكبة.
كما وتلعب ثيمة مهرجان" وين ع رام الله" في نسخته الرابعة عشر دورا أساسيا في أرشفة التصاميم ما قبل العام 1948 والحاضر، بحيث يأخذنا هذا التصميم لاستحضار ذاكرة الموروث الثقافي والبصري والاقتصادي الموحدة والممثلة بشكل أساسي بمغلفات برتقال يافا كجزء من تثبيت فلسطينية الهوية والثقافة.